ولكن كيف السبيل للنجاة من داء الحب ؟؟؟؟
أليس هناك من علاج لهذه المشاعر التي تتحرك بين الضلوع؟ وكيف السبيل للخروج من هذا الخندق؟
دعونا أولا نسأل أنفسنا: من الذي وهب لنا هذا القلب الذي ينبض بالحياة والحب؟
أليس الله جل وعلا؟
فكيف نقوى على أن يحوي هذا القلب حبيباً خارج أطر الشرع الذي حدّدها الله جل وعلا؟؟
لنفكّر بمنطق وعقل، ما الذي سيورِثنا هذا الحب الذي لم نستطع ترجمته فعلياً لزواج شرعي؟
لذّة وفرح؟ كم تُعَدّ نسبة هذه الدقائق مقابل مشاعر الألم، إن من البُعد عن المحبوب أو من الخوف من الرحمن جلّ وعلا؟ أي أنسٍ نجده مع الله عز وجل وقد شُغِلنا بغيره؟
***
إن علاج هذا الحب وإن لم يرُق للكثير من المصابين به هو بتر العلاقة إن لم تكن مؤهّلة للتتويج بالزواج الشرعي..
فالاستمرار في توطيد العلاقة يؤدّي إلى استفحال حالة الهيام والعشق دون الوصول إلى نتيجة سوى التخبّط بأحلام وأماني وإلى الوصول يوماً إلى ذروة اليأس والألم..
وإن استطاع العاشق أن يخرج من كل المحيط الموجود فيه من يحب لكان خيراً وأجدى..
فلا لقاء ولا مكالمة ولا مراسلة ولا نظرة.
ومن دون تدرج وإنما بتر وقطع فوري، هذا لمن خشي على نفسه الفتنة والبعد عن الله جل وعلا.
وهذا الأمر ليس بالهيّن ولا السهل، وإنما بحاجة إلى مجاهدة كبيرة، ولكن حين يعلم المرء أن في هذا القطع سلامة قلبه وحياته فلا بد من الكي لاستئصال الداء.
وقد يأخذ الأمر وقتاً على حسب قدرة المحِب النفسيّة ودرجته الإيمانية وعمق علاقته مع المحبوب..
قد يعيش العاشق هذه الفترة في أرقٍ دائم وقلق رهيب وضيق صدر وشوق عارم وسهرٍ متواصل.
وقد تخور القوى وتضعف الإرادة وتكون محاولة للتواصل. ولكنها مرحلة وتمضي ليعود القلب للحياة مرة أخرى.
ونار البعد عن المعشوق أهون بدرجات من البعد عن الله جل وعلا في الدنيا والآخرة.
وشتان بين حياة في عز وقرب من الله جل وعلا وبين التمرّغ في أوحال المعاصي!
وهذا وعد الله جل وعلا بالأجر الكبير على الصبر: {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}.
وتذكروا أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
وربما تترك ذلك الحبيب لله فيعوضك الله بأن يجعله من نصيبك ..
اللهم ارزق بنات المسلمين أزوجاً صالحين وارزق بنات شباب المسلمين زوجات صالحات يارب ..
رابط الخاطرة الحادية عشر والأخيرة
